القائمة الرئيسية

الصفحات

"برينتفورد من اللا شيء، إلى صعود تاريخي للبريميرليج






"برينتفورد من اللا شيء، إلى صعود تاريخي للبريميرليج"

الحكاية بترجع لسنة 2012، وقتها فريق برينتفورد وقع ضحية الإفلاس بسبب ديون على النادي غير قادر على سدادها، بيتدخل رجل الأعمال والمشجع طويل الأمد لفريق برينتفورد ماثيو بين هام وبينقذ الفريق من الإفلاس ومن ثم يستثمر من وقتها ولحد الآن أكثر من 100 مليون يورو لدعم الفريق من كافة النواحي، لكن أهم شيء فعله بين هام مكانش إستثماره للفلوس ولكن قدومه بفكرة جديدة كلياً وهي تسيير كل شيء داخل النادي بإستخدام علم البيانات وتحليلها، وتخلى عن الفكرة الكلاسيكية في إتخاذ أي قرارات تخص الفريق بناءً على النتائج وأصبح الإعتماد على مؤشرات قياس الأداء أو Key performance indicators..

بين هام مكانش مجرد مليونير عادي جاي يستثمر فلوس في النادي اللي بيشجعه، لكنه استثمر عقود من حياته في المعرفة وفي التعلم فيما يخص الكرة الحديثة وتطور الداتا وما إلى ذلك، بالإضافة إن ثروته أصلاً جناها من خلال شركته المختصة في مجال إحصائيات كرة القدم وبشكل خاص نتائج المباريات لكسب أفضلية على مكاتب المراهنات، بين هام كان عارف إن فريق Underdog زي برينتفورد مش هيقدر إن هو ينافس الفرق أصحاب الميزانيات الضخمة بسهولة لذلك المفروض يلعبها بشكل مختلف حبتين، عشان يقدر إن هو يوصل لنفس المستوى بتاعهم دا في فترة وجيزة، الطبيعي والمتوقع لأي ثورة تغيير في أي مجال في الدنيا إن يرفضها الكثير من الناس، لذلك ف بين هام في البداية واجه صعوبات كبيرة عشان يقنع الجميع بفكرته في الإعتماد في كل شيء على الداتا وعلى أفكار جديدة كلياً في الكورة وإن كان في بعض الناس نفذوها من قبله لكن أبداً مش بالتوسع دا..

من القرارات الصعبة اللي استغربها الجميع هي قرار بين هام عام 2017 إغلاق أكاديمية الفريق، بين هام وجد إن من سنة 2005 لحد 2017 مفيش لاعب واحد من الأكاديمية مثل الفريق الأول فيما بعد وكل المواهب الكويسة اللي طورهم الفريق اتسرقوا في سن صغيرة من نوادي البريميرليج الكبرى، دا لأن اللاعب بيوصل 17 سنة بيكون Free وقبل ما تيجي تاخد عقده تعرض عليه الفرق الأكثر أموالاً منك فلوس أكتر فينتقل ليهم، فلوس أكتر وبالضرورة الفريق أكبر من برينتفورد، ف إيه اللي يخليني أستثمر في شيء مش بيجيبلي أي عائد فيما بعد، لا ماديا ولا فنيا لأن لاعبي الأكاديمية مش بيلعبوا للفريق الأول أصلاً فيما بعد !

طب إيه الخطة البديلة ؟، الخطة البديلة كانت إن الفريق بدل ما هيكون مصدر للمواهب هيكون مستقطب للمواهب، وكون برينتفورد فريق B للنادي بيحتوي على لاعبين تم رفضهم من أندية أخرى من قبل لكن مستوياتهم جيدة والأمثلة على اللاعبين دول في التاريخ الكروي غير معدودة، وبالطبع هيقبلوا اللعب بفلوس رمزية مع هامش التطور ومن ثم اللعب فيما بعد مع الفريق الأول A، أيضاً من خلال إستخدام الداتا كان برينتفورد بيبحث عن مواهب حقيقية صغيرة في السن في دوريات غير مسلط عليها الضوء لكن المواهب دي بشكل ما عندهم جودة و Potential عالية جداً، وبم إنهم في دوريات غير معروفة أو مش بحجم الدوريات الكبرى، فبالتالي إنضمامهم للفريق هيكون برسوم رمزية، سواء هضمهم للفريق الأول أو الفريق B..

بين هام كان مؤمن إن الحظ وعوامل أخرى كتير بتأثر بشكل كبير على اللعبة، لذلك فالإعتماد على النتائج قد يكون مضل جداً، فكان الإعتماد الأول على مؤشرات الأداء، ودا نفس الشيء اللي خلى بين هام يقيل مدرب الفريق عام 2015 بعد ما صعد بالفريق للتشامبيونشيب ببساطة لأنه مش متناسب مع الخطة طويلة الأمد للفريق وإن كان أدى المطلوب على المدى القصير، ولأن مؤشرات الأداء أثبتت فشله وأثبتت إن الشخص اللي أنهى في المركز الخامس في التشامبيونشيب كان من المفترض ينهي في المركز ال 11 وإن الحظ ساهم بشكل كبير في تحقيقه للمركز دا، ودا بالمناسبة نفس الشيء اللي خلاهم يبقوا على توماس فرانك رغم خسارته ل 6 من مبارياته ال 8 الأولى لكن مؤشرات الأداء أنصفت فرانك..

في 2015 وفي إطار ما يسعى إليه الفريق، برينتفورد قام بتعيين رامسوس أنكيرسون كمدير رياضي ومسؤول عن ال Scouting داخل الفريق، أنكيرسن مجاش بمحض الصدفة أبداً لكنه كان أكثر شخص مناسب للمنصب دا وأحد الثوريين في ما يتعلق بالداتا في الكرة الحديثة وكتب عديد الكتب في تطوير المواهب الشابة وإحصائيات كرة القدم، أنكيرسن كان له نصيب كبير من قرار بين هام بغلق الأكاديمية في 2017 والخطة البديلة اللي تم وضعها زي ما ذكرت أعلاه، ومع وصول أنكيرسين لبرينتفورد بدأت الثورة الفعلية..

"على لسان أنكيرسين"
عشان نقدر إننا نستمر ك بيزنيس ناجح في الكورة إحنا محتاجين إن هامش الربح بتاعنا السنوي مايقلش عن 15 مليون يورو، ولأن موارد النادي الربح العائد منها قليل جداً فبرينتفورد مفيش قدامه شيء غير الإستثمار الناجح في اللاعبين، بالتالي هنرجع للنقطة اللي قلتها من شوية، هندور على لاعيبة بكواليتي محترمة وبأسعار رمزية من دوريات مش معروفة أوي وهنبدأ نستثمر في تطوير المواهب دي، ونبدأ واحدة واحدة نصعد منهم ونبيع ونصعد ونبيع ونصعد وبعضهم يقعد واللي يتباع يتصعد مكانه أو ييجي مكانه حد تاني بنفس إيه ؟ بنفس السياسة المعتمد عليها، زي ما ذكرنا سواء في الفريق B أو حتى في ضم اللاعبين للفريق الأول فبالتالي بالتدريج هيكون عندنا فريق قوي قادر على المنافسة في أعلى المستويات..

وبالفعل دا اللي حدث وإستثمار برينتفورد في اللاعبين كان غير طبيعي، من بداية فترة أنكيرسين الفريق دخله صافي ربح من عمليات الشراء والبيع 80 مليون يورو، يعني قدروا يحققوا التارجيت ومش بس كدا، دا الفريق لازال بيمتلك سكواد محترم في كل الخطوط وبقيمة تسويقية تصل ل 164 مليون يورو !، تعالى نشوف إيه أهم الصفقات اللي قاموا بيها وصدقني هتتصدم..
أندري جراي من لوتون تاون ب 620 ألف يورو وتم بيعه لبيرنلي ب 12.4 مليون يورو بصافي ربح 11 مليون و 780 ألف يورو، كريس موفام من برينتفورد B وتم بيعه لبورنموث ب 13.6 مليون يورو بصافي ربح 13.6 مليون يورو ، سكوت هوجان ب 920 ألف يورو وتم بيعه لأستون ڤيلا ب 10.5 مليون يورو بصافي ربح يقترب من ال 10 مليون يورو، نيل موباي ب 2 مليون يورو من سانت إتيان واتباع لبرايتون ب 22.2 مليون بصافي ربح 20.2 مليون يورو،

أولي واتكينس من إكستر سيتي ب 7.2 مليون يورو واتباع لأستون ڤيلا ب 32.5 مليون يورو بصافي ربح يتخطى ال 25 مليون يورو، بن رحمة ب 1.7 مليون يورو من نيس وتمت إعارته ثم إنتقاله لويستهام بصفقتي الإعارة والإنتقال مجتمعين ب 27.5 مليون يورو بصافي ربح يقترب من ال 26 مليون يورو، دا غير صفقات أخرى زي إزري كونسا لأستون فيلا ويوتا لبيرمنجهام وتاركوفسكي لبيرنلي وغيرها وغيرها، إيڤان توني مثلاً كان جاي الفريق ب 5.6 مليون يورو ودلوقتي قيمته التسويقية تتعدى ال 30 مليون يورو..
في الحقيقة إن نتايج الثورة دي فعلاً مرعبة، لك أن تتخيل إن الفريق اللي كان بقاله سنوات مش قادر حتى يصعد للتشامبيونشيب مش بس صعد، دا صعد وحقق مركز خامس في أول سيزون ليه وهو بيمتلك أقل ميزانية لفريق في التشامبيونشيب وقتها، حقق أفضل مراكز ليه في ترتيب ال Second tier في إنجلترا في تاريخه ولعب في ال Playoff الخاص بالتشامبيونشيب 3 مرات وقدر يتأهل أخيراً وبعد 74 سنة للدوري الإنجليزي ولأول مرة في تاريخ البريميرليج الحديث..

لك أن تتخيل إن فريق كان على مشارف الإفلاس يتحول في 8 سنوات لواحد من أغنى فرق التشامبيونشيب وأكثرهم موارد وأكثرهم دخل، قصة نجاح فعلاً ملهمة والأجمل والأدهى والأكثر صدمة إنها مع فريقين مش واحد !!، أه والله يا مؤمن، بين هام اشترى نادي مايتيلاند الدنماركي عام 2014، ومع نفس الشخص ( أنكيرسين ) كرئيس لمجلس إدارة الفريق وبنفس السياسة المتبعة في برينتفورد، أصبح ميتيلاند الفريق اللي تم تأسيسه قبل بداية القرن الواحد والعشرين على نهاية عام 2021 متوج بثلاثة ألقاب للدوري الدنماركي جميعهم في عهد بين هام وأنكيرسين وأنهى كوصيف 4 مرات 2 منهم في عهد بين هام بالإضافة لمشاركة الفريق لأول مرة في تاريخه في بطولة دوري أبطال أوروبا..

فاكر ال 164 مليون اللي قولتلك إنهم قيمة لاعبي برينتفورد التسويقية في الوقت الحالي ؟، فاكرهم كويس ؟، تخيل إن الفريق دا قيمته واقفة على برينتفورد وقت قدومهم ب 90 مليون يورو مجتمعين ؟، يعني بأقل ب 74 مليون يورو من قيمتهم الحالية والأهم إن 7 لاعبين من قايمة الفريق الحالي متصعدين من برينتفورد B وأبرزهم الفينلندي اللي لعب بطولة اليورو الأخيرة ماركوس فورس وحارس الفريق الثاني جونارسون صاحب ال 20 عام فقط..

قصة فعلاً ملهمة وفيها معاني كتير، الإيمان بحاجة معينة ومن ثم الوصول لكل شيء من خلالها وعمل ثورة بالشكل دا في فترة صغيرة شيء فعلاً مش سهل ولازم المشروع دا يتتوج بأحسن شكل ممكن وتبدأ الفرق تدرك مدى أهمية الداتا وأهمية الإستثمار فيها، 8 سنوات اتخلق فيهم فريق من العدم حرفياً لأعلى درجات المجد، وصدقني دي مش نهاية الحكاية بالعكس، دي لسة في أولها
أنت الان في اول موضوع

تعليقات